هو خير مما يجمعون
ما هو فضل الله المقصود وما هي رحمته
الجواب
قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان رحمه الله
:
"
وأما المؤمنون : فاتصل الهدى في حقهم بالرحمة فصار القرآن لهم هدى ولأولئك هدى بلا رحمة
والرحمة المقارنة للهدى في حق المؤمنين عاجلة وآجلة
فأما العاجلة فما يعطيهم الله تعالى في الدنيا من محبة الخير والبر وذوق طعم الإيمان ووجدان حلاوته والفرح والسرور بأن هداهم الله تعالى لما أضل عنه غيرهم ولما اختلف فيه من الحق بإذنه فهم يتقلبون في نور هداه ويمشون به في الناس ويرون غيرهم متحيرا في الظلمات فهم أشد الناس فرحا بما آتاهم ربهم من الهدى
قال تعالى
:
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا
هو خير مما يجمعون
فأمر سبحانه عباده المؤمنين المهتدين أن يفرحوا بفضله ورحمته
### ******* ###
وقد دارت عبارات السلف
على أن الفضل والرحمة هو العلم والإيمان والقرآن وهما اتباع الرسول
وهذا من أعظم الرحمة التي يرحم الله بها من يشاء من عباده
فإن الأمن والعافية والسرور ولذة القلب ونعيمه وبهجته وطمأنينته
:
مع الإيمان والهدى إلى طريق الفلاح والسعادة والخوف والهم والغم والبلاء والألم والقلق : مع الضلال والحيرة
:
"
إن عبادته وذكره وشكره تكليف ومشقة لمجرد الابتلاء والامتحان أو لأجل مجرد التعويض بالثواب المنفصل كالمعاوضة بالأثمان أو لمجرد رياضة النفس وتهذيبها ليرتفع عن درجة البهيم من الحيوان كما هي مقالات من بخس حظه من معرفة الرحمن وقل نصيبه من ذوق حقائق الإيمان وفرح بما عنده من زبد الأفكار وزبالة الأذهان بل عبادته ومعرفته وتوحيده وشكره قرة عين الإنسان وأفضل لذة للروح والقلب والجنان وأطيب نعيم ناله من كان أهلا لهذا الشان والله المستعان وعليه التكلان
"
وقال في الكتاب نفسه
:
"
أوامراه سبحانه وحقه الذي أوجبه على عباده وشرائعه التي شرعها لهم
هي قرة العيون ولذة القلوب ونعيم الأرواح وسرورها
وبها شفاؤها وسعادتها وفلاحها وكمالها في معاشها ومعادها
بل لا سرور لها ولا فرح ولا لذة ولا نعيم في الحقيقة إلا بذلك
كما قال تعالى
:
يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون [ يونس : 57 ]
قال أبو سعيد الخدري
:
فضل الله
: القرآن ورحمته
:
أن جعلكم من أهله
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق